fazaz24

مدونة فزاز24 جريدة إخبارية تعنى بمتابعة ونشر الأخبار عامة والأخبار المحلية خاصة، كما تعنى بمستجدات السياسة والعلوم والاقتصاد والظوائر الاجتماعية والبيئية.

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 11 مارس 2015

بواسطة : fazaz 7:21 م
ضمن فعاليات مهرجان تبرغازيت للشعر والأغنية الأمازيغية بأغبالو إسردان كان لنا لقاء مطوّل مع مصطفى الشهبوني الفنان الأمازيغي القادم بقوة على...
الساحة الفنية، من خلاله عبّر عن الكثير من أراءه بخصوص مجموعة من القضايا الخاصة بالثقافة الأمازيغية عموما والأغنية بالخصوص، كما كانت اللقاء فرصة للتعرف على شخصية الفنان عن قرب. علّنا نقدم للقارئ صورة حقيقية لنموذج من الفنانين بالأطلس المتوسط سواء من حيث تجربته الفنية وتجربته كإنسان.
وبصدر رحب وعمق في التفكير قدّم مصطفى الشهبوني رأيه بخصوص الكثير من المسائل حاولنا أن ننقلها إلى القارئ المهتم تعميما للفائدة.  
من يكون مصطفى الشهبوني؟
 كانت بداية الفنان مصطفى الشهبوني من مدينة الريش وبالتحديد ضمن الأنشطة المدرسية أيام التعليم الابتدائي، إذ كان يشارك في الاحتفالات والأعياد الوطنية، بحيث يتذكر أول مرة يصعد فيها المنصة وعمرهأنداك لا يتجاوز 6 سنوات، غير أن ظروف العمل لم تسعف عائلته الصغيرة للبقاء في هذه المدينة، إذ انتقل بعدها إلى بلدة أغبالو إسردان(تبرغازيت)، غير أنها سنوات قليلة قضاها بين الأهل والاحباب لكي يشد الرحال مرة أخرى هذه المرة بشكل فردي نحو مدينة ميدلت لأجل متابعة الدراسة في السلكين الإعدادي والثانوي وذلك في القسم الداخلي، وكأن الترحال كان حليفا له إذ سينتقل إلى مدينة خنيفرة ليدرس بمعهد التكنولوجيا التطبيقية.
بعد التحصيل الدراسي الذي تميز بالتفوق سيضطر للخروج للعمل والبحث عن لقمة العيش ولو كان ذلك صعبا، بل جحيما في بعض الأحيان، حيث كانت البداية مع الاعمال الشاقة " البناء"، وبعدها اشتغل نادلا في المقهى، إلى أن خلق لنفسه مشروعا شخصيا على شكل محلبة صغيرة.
بدايته الفنية
  انطلاقا من الأنشطة المدرسية السالفة الذكر صقلت في الشهبوني موهبة الفن والموسيقى، بتعاون مع أصدقائه حاول تطوير هذه الموهبة، إذ وجد نفسه يعيد أشعار موحى أولحاج، وحمو الغازي بطريقة تلقائية، بالإضافة إلى إعجابه بأسلوب عزف محمد الرويشة الذي التقى به سنة 1995 رفقة أبناء حمو الغازي، كما أنه يؤكد على الدور الذي لعبه مولود أحموش في تشجيعه وحثه على عدم الاستسلام.
علاقته بآلة لوثار
يقول إنه في هذه المرحلة كانت الهيمنة لآلة «لوثار» في منطقة الاطلس المتوسط ومعه الأطلس الكبير الشرقي، هذا ما دفعه إلى العزف عليها والشوق لها أو بلغة مجازية الوقوع في عشقها، لأنه كان معجبا بمجموعة من الرواد مثل: الريشي عبد الله، عقى ن إيطو حمزة، أيت يعقوب الغازي، حميد العقاوي،وآخرون، ولا يخفي إعجابه بفن الحلقة التي كان يجد فيها عزفا خاصة بآلة «لوثار» ويعتبرها بمثابة أم الفنون.
الإيقاع الموسيقي
  يعتبر أن الأغنية الامازيغية في الأطلس المتوسط ليست فيها فوارق على مستوى الإيقاع، إلى درجة يصعب علينا في بعض الأحيان التميز بين فنان عن الآخر، كما يعتبر اللحن بمثابة لباس الجملة الموسيقية، وأن المهارة هي الطريق الملكي نحو الأداء الجيد والعزف الأفضل، من حيث أننا تعودنا عبر التاريخ أن الأغنية الأمازيغية ملكا للجميع وليست للأفراد لأنها لا تهدف الشهرة أو الحصول على الربح المادي، وبالتالي كانت الإيقاعات تنتقل من فنان لآخر بدون أية حزازات.
المرأة في الأغنية الأمازيغية
 المرأة جزء أساسي في حياة الرجل، ليس في المجال الفني فقط، بل في جميع المجالات غير أن العقلية الذكورية كما يقول حالت دون تأكيد دور المرأة وفسح المساحة أمامها قصد الإبداع، مخطئ من يقول ان المرأة في الأغنية الأمازيغية تكتفي بتكرار" اللازمة"، بل تقتسم الجملة الموسيقية مع الفنان بالتساوي، وقد شكلت المرأة الموضوع الخصب في الأغنية الأمازيغية فكم من أغنية نسجت مدحا لها وتكريما لأنوثتها.
كما استغل الشهبوني الفرصة قصد القول بأن من يدعي فساد فنانات الأطلس المتوسط ما عليه إلا النظر في طريقة الرقص لديهن وكيف أنهن يحترمن الخصوصية الثقافية، إذ نادرا ما تجد فنانة أمازيغية ترقص بجسد عاري، كما يشير إلى ان الدولة لم تقدم الدعم الكافي للفنانة لكي لا يجرها المجتمع نحو الدعارة أو الفساد، من حيث أن هذه التهمة لصيقة بالفن في الأطلس المتوسط عكس المناطق الأخرى.
المدرسة الفنية
لا يتفق الشهبوني مع القول بتعدد مدارس آلة «لوثار» في الأطلس المتوسط، بل يمكن القول إن عازفي «لوثار» في هذه المنطقة لهم قواسم مشتركة مما يؤشر على أنهم جميعا يتأطرون ضمن مدرسة واحدة، وداخل هذه المدرسة هناك أساتذة كبار، لكل واحد منهم له تلاميذ، أو بلغة صوفية أتباع، مثل " حمواواليازيد، بوزكري، لويسكي، رويشة، مغني، العكري...وآخرون "، إذ يعتبر أن محمد رويشة من أذكاء الأساتذة في آلة «لوثار»، ويقول عن نفسه أنه من أتباع محمد رويشة، لكنه في الوقت نفسه يطمح لكي يكون صاحب أسلوب خاص في العزف والأداء.
 آلة «لوثار» بعد وفاة المرحوم محمد الرويشة
  لا أحد ينكر الدور الذي لعبه رويشة والقفزة التي عرفتها آلة «لوثار» معه، إذ انتقل بها من البعد المحلي إلى البعد العالمي، لكن لا يعني هذا الكلام تقديس رويشة وجعله أيقونة تتعالى على التعديل والتبدل، خاصة وأنه يريد التنبيه إلى الصراع الذي ظهر بعد وفاة المرحوم حول من هو المؤهل للخلافة، إذ يعتبر أن قضية الخلافة تثير الفتنة في جميع المجالات، ونحن نعرف الفتنة التي خلفتها الخلافة في الدين بعد وفاة الرسول.
 يجب أن نتجاوز هذا الصراع وان يكون هدفنا خدمة القضية الأمازيغية بعيدا عن أية مصلحة شخصية، يرى أن المجال الفني هو المجال الذي تتسع فيه المقدمة لأكثر من شخص.
الأغنية العصرية
الإبداع لا يقتصر على أشخاص معينين، وأنه يعتبر أن الاجتهاد في المجال الفني مقبول شريطة الالتزام بمجموعة من القواعد حتى لا ننحط بهذا التراث الذي ورثناه من الأجداد، وأن استعمال الأدوات العصرية في الاغنية الأمازيغية لا يعني فسادها، بل المطلوب في هذه الحالة هو العمل على تطويرها للأفضل، مع ضرورة مواكبة الأغنية لما يستجد من أحداث لعلها تحمل هموم الإنسان بمختلف الشرائح الاجتماعية.
السمفونية الأمازيغية 
  أما بخصوص السمفونية الأمازيغية فيرى أنها عمل جماعي ساهم بشكل إيجابي في إضفاء دينامية جديدة على الأغنية الأمازيغية، كما أنها سهلت المهمة لكي نكتشف أصوات جديدة، وعبرها تم الخروج من العمل الفردي نحو العمل الجماعي مع ربط جسر تواصل بين الفنان والإعلاميين والمثقفين.
علاقة الشعر بالأغنية الأمازيغية
 علاقة الشعر الأمازيغي " تمديازت، أفرادي..." ليست حديثة العهد بل لها جدور تاريخية، إذ يقدم لنا مثال من قبيلة إزر وفن بزاوية سيدي حمزة المعروفة تاريخيا بزاوية أبو سالم العياشي، ففي هذه القبائل كنا نجد ترجمة الشعر إلى غناء على شاكلة السماع الصوفي، الأمر الذي يقتضي العمل من أجله، وما أقوم به شخصيا ما هو إلا مجهود متواضع لعله يتم ربط الأغنية الأمازيغية بمختلف أساليب التعبير في الأطلس المتوسط والاطلس الكبير الشرقي.
الأغنية الأمازيغية....... الحركات الأمازيغية
 لقد ساهمت الحركات الأمازيغية في إماطة اللثام عن الكثير من القضايا التي كانت في الماضي القريب ممنوعة، ويشير إلى ان الفنان ملزم عليه ان يربط الصلة مع هذا الحراك لكي يكون لديه وعي تاريخي بالكثير من المسلمات، كما يحث على ضرورة التنقيب في التراث الأمازيغي لكي نعيد بعض الأغاني التي كانت لها حمولة سياسية قوية، إذ يقدم لنا مثال محمد أو عاشور، سعيد أو حليمة، مولاي أحمد... وآخرون 
 على سبيل الختام 
 في الأخير حاول مصطفى الشهبوني توجيه رسالة خاصة للمثقفين لأجل الخروج من النقد الهدام نحو النقد البناء، والمساهمة في البناء الثقافي، عبر توعية الفنان، وما على المسؤولين إلا العمل على تشييد فضاءات وبنايات يمكن للفنان أن يلجأ إليها " قاعات خاصة، مسرح ثقافي"، كما نجد ملاعب القرب والفضاءات الرياضية في كل مدينة، وفي كل إقليم، هذا ما يمكن ان نؤسس له حتى في الميدان الفني حتى لا يجد الفنان نفسه غريبا، وإعطاء الفرصة للفنان في المهرجانات المحلية

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

تطوير : فزاز24