fazaz24

مدونة فزاز24 جريدة إخبارية تعنى بمتابعة ونشر الأخبار عامة والأخبار المحلية خاصة، كما تعنى بمستجدات السياسة والعلوم والاقتصاد والظوائر الاجتماعية والبيئية.

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 7 مارس 2015

محمد مغني أسد الأغنية الأمازيغية بالأطلس

بواسطة : fazaz 1:15 م
المتوسط izm n-izli amazigh
تجدر الإشارة إلى أن هاته السطور عبارة عن مقتطفات من خواطر شخصية دوتنها و أنا بصدد الإنصات لحنجرة محمد مغني الحزينة...
المختار و مصطفى أوخابا و أخرون ، في إطار جلسات غنائية حميمة تحتفي باللحن الأمازيغي الحزين .
1- محمد مغني... أو ذاكرة اللحن الأمازيغي الحزين
محمد مغني فنان أمازيغي كبير ، حمل آلته الوترية كل حزنه ، و أذرف بصوته الجبلي الراقي مقطوعات هادئة و صافية باح من خلالها بكل آلام الأطلس ...
في صوته تتلمس عمق أحاسيسه ، و تشعر برفقة ا معه بدفئ جروحه ، هو لم يكن يوما ما يغني من أجل الشهرة و المال، فالرجل لم يكن يحركه منطق السوق و الإستهلاك، إذ كان يفظل جلسة حميمية مع رفاقه ممن يشاركونه هموم اللحن الحزين ، على سهرة تلفزيونية تفرض عليه نمطا معينا من الغناء ...
لقد غنى من أجل الجميع و لم يغني لسواد عيون أحد ، غنى بالأمازيغية و ظل و فيا لها طول حياته ،معتبرا إياها جنسيته و هويته الوحيدتين ، لم يقبل أن يغني باللسان الدارج المغربي إيمانا منه بأن همه لن يتحمل عناءه غير لغة تعرف تماما معنى همه ، و ربما أصلاهي همه . لقد غنى بأسمى المعاني و أرق الأحاسيس ، و ظل في عيون كل الغيورين على الفن الأمازيغي الأصيل مفخرة لهم ...محمد مغني هو الفنان الذي قالت عنه شريفة بأنه أسد الأغنية الأمازيغية بلا منازع .
izm n-izli amazigh فعلا إنه أسد الأغنية الأمازيغية بلا منازع ، الذي غناها بعمق و عاشها بكل ألامه ،و كان و فيا للحنها الحزين ذلك لأن ( الأغنية الأمازيغية - حسبه - لا يمكن لها أن تكون مرحة ، لأنها تحمل هما... إنها حزينة). و لا شك في أنه أبكى أمازيغ الأطلس و استطاع أن ينفذ إلى الطبقات العميقة في وجدانهم...
2- محمد مغني ... أو صوت الهامش

لقد مثل محمد مغني صوت الهامش المغربي و بالضبط صوت الإنسان الأمازيغي ، و استطاع بحنجرته الفريدة أن يستحضر الثقافة الأمازيغية الراقية في كل أغانيه .
لم يكن يغني من أجل الغناء ، لأنه كان مؤمنا بأن دروب اللحن الحزين تحمل رسالة كبيرة مأهولة بالتاريخ و الحس الجغرافي وتراكم دلالي ضخم ، و محمد مغني كانت له المقدرة على جمع كل هاته المكونات و تفتيق عصارتها الغامضة على شكل طلاسم غنائية تبوح بأسرار لا تثويها مذكرات التاريخ الرسمي و لا تحتويها الكتب المدرسية.
لقد جسد محمد مغني صوت الهامش المغيب في الثقاقة الرسمية المغربية ، و ضل طوال حياته ضميرا للغياب و علامة على الذاكرة المنسية و المحجبة من طرف السلطات الرسمية.
و مرد هذا الغياب بدأ منذ السبعينات حينما حفزه وعيه الهوياتي على أداء أغنية تفضح التهميش الرسمي للإنسان الأمازيغي على مستوى جميع الأصعدة ، و ما خلفه هذا التهميش الممنهج من حالة التيه و الإحساس العميق بالغربة التي يشعر بها كل أمازيغي على أرضه ، هذا الموقف سيكلفه الكثير من حياته و سيؤدي ثمنه غاليا ،إذ كانت الضريبة أن مغني غنى عن الهامش الثقافي وتم إبقائه في الهامش ، الهامش الفني بالتحديد.
لقد تم تغيبه عن الساحة التلفزية و الإعلامية بشكل شبه تام ، و بشكل ممنهج ،إلا أن كل هاته المؤامرات لم تستطع أن تبقيه خارج قلوب محبي الفن الأمازيغي الأصيل ، و لم تستطع ايضا أن تمس شيئا من تلك الصورة شبه الأسطورية التي رسمت له في عيون كل الأطلسيين بالخصوص .
اغاني محمد مغني كانت تحتج في صمت ،و تبوح بالحقيقة بدون ضجيج ، حقيقة الهامش ،حقيقة التاريخ ،حقيقة تشعرك بوضوح و بلمسة سحرية خارقة للعادة بأنها شعاع من الماضي و ذاكرة للمستقبل...
3- محمد مغني... أو شجرة الارز الأطلسية الشامخة
ليس هناك من فنان أمازيغي أطلسي أكثر وفاءا لمبادئه من محمد مغني ،لقد آمن بأن الأمازيغية كائن حي أيضا و من المؤسف قتله ، لذلك دافع عنها بشراسة و بكل ما أوتي من فن ، و بالفعل فقد حافظ على أنوثتها الفائقة و طابعها المجازي الشعري المتدفق ، إلى حد أن الحياة في أمازيغية محمد مغني استحالت إلى استعارة .
الأستاذ: علي ألجسن أوعبيشة
ليس من الغريب أن تكون حالة مغني الحالية بعد أن بلغ به العمر أرذله على هذا النحو ، لأن أسد الأغنية الأمازيغية ظل وفيا لمبادئه ، ثابتا في الموقع الذي ارتضاه كصوت للهامش ...لقد ظل أطلسيا شامخا بالمعنى العميق للكلمة لا ينازعه في شموخه غير شجرة الأرز الصامدة منذ قرون على قمم فزاز ، ثابتة ،شامخة ، و مكافحة مثله من أجل البقاء...إذ لم ينحني يوما ولم يركع لأحد و لم يتوقف يوما عن إبداع طقوس الحياة مع زمرته من الأصدقاء.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

تطوير : فزاز24