![]() |
Chabat à Ajdir |
هل ثار فعلا " شباط" على مواقف حزب الاستقلال المعادية
للأمازيغية؟
علي أوعبيشة
التقى يوم الاثنين المنصرم جمعٌ
يضم أعضاء المنظمة الوطنية الأمازيغية من أجل الصداقة والتعاون مع شعوب البحر...
الأبيض المتوسط مع الأمين العام لحزب الاستقلال بمقر الأمانة العامة للحزب بالرباط.
وقد استنكر حميد شباط في مداخلته أمام أعضاء
المنظمة الوطنية الأمازيغية حسب ما تناقلته وسائل الاعلام خاصة موقع أنفاس بريس
الاخباري مسألة "غياب اللغة الأمازيغية في الإدارة العمومية مند نشأة الدولة
الحديثة بالمغرب، كما انتقد التعامل البراغماتي أو العدائي لبعض الأحزاب مع القضية
الأمازيغية، في إشارة واضحة إلى تماطل حكومة بنكيران في إخراج القوانين التنظيمية
المتعلقة بالأمازيغية إلى حيز الوجود."
غير أن شباط، الذي ثار على
مركزية آل فاس داخل هياكل الحزب، بوصوله إلى الأمانة العامة كأول فاعل سياسي يبلغ
"الزعامة" وهو من خارج "اللوبي الفاسي"، لم يستطع أن يثور على
المرجعية الإيديولوجية للحزب المتمثلة في مواقفها الثابتة وخاصة عداؤها التاريخي
للأمازيغية لغة وهوية وحضارة.
فهل بإمكان شباط أن يقود ثورة
إيديولوجية داخل الحزب بعد أن نجح في الثورة على المركزية الفاسية؟
من الصعب جدا توقع هذا الأمر،
أولا لأن "شباط" غير مؤهل لذلك، إذ أن كاريزميته السياسية قيادية في
الجوهر ولا تمت للفكر بأي صلة، ثانيا فالسياق السياسي المغربي لم يعد قابلا لأي
تصنيف إيديولوجي أو سياسي نظرا لكون الدولة قد نجحت فعلا في إخصاء الأحزاب
السياسية فأبحت هاته الأخيرة مفتقدة لأي مضمون فكري أو مرجعية إيديولوجية.
وبالتالي فإن الفرضية المرجحة
هنا، تبقى مختصرة في الأبعاد البراغماتية المنفعية والمرحلية للحزب في سياق تناقضه
المصلحي مع حزب "العدالة والتنمية"، أو بعبارة أوضح ورقة سياسية لا غير
للحملة الانتخابية للحزب. وهذا ما تجسده زيارة شباط لأجدير قبل ذلك بمناسبة رأس
السنة الأمازيغية.
أما بخصوص، ادعاءه بأن الحزب
أقال قياديا في الحزب لكونه رفض اعتبار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا فإن هذا
الأمر حتى لا نكون دوغمائيين يبقى احتمالا قد يكون صحيحا أو خاطئا إلا أنه مفتقد
لأي سند يؤكده ويبرره. فقد تكون علّة إقالة ذلك القيادي مرتبطة بفضيحة ما تم
تغطيتها بالعداء للأمازيغية، إذ لو كان الأمر كذلك فإن شباط سيضطر لأن يقيل
العشرات من القيادات الحزبية بسبب العداء الصريح للأمازيغية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق